صديقي الغراب.....
لطالما كان يهمس..... من لي فيها غير الطاف الله.
ذاك العاجز أمام اسباب الدنيا التي يبدو أنها تحب دائما ان تداعبه هربا فتشقيه طلبا.
الا ان الله في كل نائبة كان يقطع عنه شقاؤه انقاذا و يزيده فيه رجاءا حتى رأى ان لا ملجأ منه الا إليه و انه لا حاجة له عند غيره فلا طلب الدنيا و لا أهلها لا ضار و لا نافع ملكه قلبه دون سواه، دواه و أواه و اغناه.
لعل سطور القرآن تشير إلى قدرات الغراب وذكاؤه و لكن مالم أكن اتصوره ما شاهدته.
ذات يوم كنت في ضيق شديد من إجراءات مجحفة من الجامعة أثناء دراسة الدكتوراة خرجت و جلست على دكة أمام مبنى الكلية و أخرجت مسبحتي حتى اهدا فوجئت بوجود غراب امامي و مع الوقت اقترب الغراب كنت مكتفئا على نفسي ناظرا للارض ممسكا بالمسبحة و التي كان بها قطعة من حجر العقيق فاجئني الغراب بالاقتراب مني و الوقوف بين رجلي و النظر الى وجهي دون محاولة اخذ المسبحة و التي كنت أظن أنه متعلق بحجر العقيق الذي بها لانه لامع في الشمس.
حاولت ان اتحرك حركات بسيطة ظنا مني انه سيغادر الا انه كان يتحرك خطوة و يعود لمكانه مرة أخرى مكثت على ذلك فترة إلى ان استجمعت سلام نفسي و سعدت بصحبة ذلك الغراب و تمنيت أن يصبح صديقا لي فقد رءاني في ضعفي و لم يفزع بل اظن انه واساني خير المواساة.
هممت بالقيام فنعق و أثناء جمع حاجاتي من على الدكة فوجئت بحضور تقريبا ٧ غربان أخرى كنت قد قرأت عن "هجوم الغربان" و "عصابة الغربان" 😮 هممت اقدم ساق و اؤخر الاخرى وجلا لما قد يحدث.
فوجئت مع انتظام خطواتي ان الغراب يطير بمحاذاتي و باقي الغربان كانت تطير في الأعلى و تتقافز على المباني و الأشجار و انتهى اليوم بركوبي السيارة و عودتهم.
الاغرب....
اني بعدها بما يقرب من ٣ شهور كان عندي امتحان داخل كلية الطب و هو مكان غير المكان الأول الذي قابلت فيه الغراب. جلست قبل الامتحان بفترة أمام الكلية و اذا بصديقي العزيز واقفا على واجهة المبنى المقابل و بعد دقيقة وقف إلى جواري مباشرة على احد فوانيس النور أخرجت المسبحة من يدي و دخلت الامتحان و رايته و مجموعته اثناء خروجي و مغادرتي و حتى باب الجامعة يحلقون فوقي.
بعدها تقريبا بشهر كنت استخرج أوراق نتيجة الامتحان.
اخذت الشهادات و انا في طريقي للمغادرة و جدته في مقابلتي جاثما على الأرض هذا الغراب مميز جدا فله على راسه ما يشبه العرف و هو دون غيره مميز بهذا الشكل (انا دائم الملاحظة) و كان الجو قائظ و كنا في مقابلة كافتريا دخلت اشتريت زجاجة مياة و بعض الماكولات و وجدت أمة من الغربان داخل الكافتيريا تتغذى على ما يتركه البشر جلست بعيدا و اخذت كوب القهوة الخاص بي و دخل الغراب معي الكافتيريا مع وجود العديد من الغربان و لما بدأت في وضع قطع الماكولات بجواري لم يقترب منها غيره ثم نعق فحضر فريقه ثم تزايدت اعدادهم لدرجة ان من يعملون في الكافتيريا لاحظوا.
الحمد لله أتممنا اليوم و خرجت بنفس الطريقة المعتادة.
لم اذهب الى الجامعة ما يقرب من العام راجيا الله ان يكونوا جميعا بالف خير.