الثلاثاء، 24 يناير 2017

العجاف ( سنوات الجهل و الاستبداد)

هل يمكن حقا ان نتقدم! هل يمكن ان ترى مصر النور مجددا ؟

اكتب هذا المقال و اشعر باسى واسف عظيم: ينفطر قلبي على حال الوطن، و كما قال العرب الاثر يدل على المسير. و لنقرأ عنوان المرحلة حتى نعي و نفطن لمستقبلنا فالمركب واحد و قد تلفظ قائده بالعنوان ” ينفع التعليم في ايه مع وطن ضايع أي نوع من التعليم !! و أي وطن ؟

بجنية يا توكتوك و مين يركب. التعليم و تحطيم الشباب
كلمات اوقعت في نفسي اثرا ككلمات اسماعيل ياسين حينما وصف عمله على المدفع ب ” بروروم ” و عبد المنعم ابراهيم ” يالك من شنقيط” و اقتبس من الشاويش عطية ” يا جدع انا ما بافهمش كلامك حقا ان شر البلية ما يضحك.


فلنتتبع مسيرة العلم و التعليم في مصر من عهد جمال عبد الناصرو حتى الان لنرى كيف سيصبح مستقبلنا ؟
لا اخفي سرا ان قلت اني من محبي جمال عبد الناصر و لكن هذا لن يمنحني سيفا او دفا للدفاع عن ما احدثت " سياساته" و هذه كلمة لا اتصور ان الزعيم الراحل كان يعيها فبرعونة دخل في حروب و مناوشات خسرنا فيها الكثير و لست بمعرض نقدها و لكننا عانينا تبعاتها. قدم عبد الناصر دليلا على صدق نواياه, حيث أمم قناة السويس و اعتمد مجانية التعليم و قانون الاصلاح الزراعي و لكلاهما سلبيات لست بمعرض نقدها. اهتم في وقته بانشاء المصانع و بناء السد العالي و تحولت الدولة شيئا فشيئا للصناعة و ايضا نهضت الزراعة باكتمال السد. بالرغم من ذلك لم يكن هناك اهتمام كبير بالعلم و لكن هناك محاولات اصفها بالتعليمية الهندسية في صناعة طائرة حربية مصرية  و بعض الصواريخ الحربية. اما العلم فشيء اخر نتكلم عنه لاحقا.

اما الرئيس السادات فاستمر مهملا الصناعة, خاصة بعد انتصار اكتوبر حيث بدء عصر الانفتاح و الفهلوة و بدأ التعليم يتراجع جودة و مضمونا و على اثره بدات مؤسسات الدولة تتاثر بتردي حالة التعليم العامة.


يأتي عهد مبارك صاحب اكبر انشاءات هندسية في مصر شقق سكنية و كباري و طرق و مدارس و مستشفيات و لا يخفى الحال على احد فكل ذلك لم يؤتي ثمارا فالانسان بكامل طاقاته غير مفعل. للاسف انتهج الرجل سياسات الخصخصة و ان كان يملك بعض العقل فلم ينجرف فيها ليفقد الفقير قوت يومه كما يحدث الان و بعد حادثة اديس اباب انزوى خلف مكتبه و اعتمد اكثر على القيادات الامنية و لم يكن ليستمع الا اليها و هذا ليس دفاعا عنه بالتاكيد, فالرجل يستحق ان يحاكم على الافساد السياسي و ايضا قتل الثوار الذي براه فيها القضاء المصري و لا ادري كثيرا في القانون و لكن ان كان مبارك اعترف بمسؤوليته عن ارواح هؤلاء الشباب و ان كانت جثث الشباب حاضرة و معروفة اليس من العدل ان يدان بقتلهم ان كان حقا هناك عدل؟


من تلوه مشوا على خطاه فكلهم ينتمي لنفس المنظومة و هنا وجب ان اذكر بحادث المنشية و حوادث الاغتيالات التي نظمتها جماعة الاخوان و يجب ايضا ان اشير الى تفجيرات القاهرة التي خطط لها جمال عبد الناصر و اخيرا اغتيال السادات على يد رجال القوات المسلحة و المنتمين لتنظيمات ارهابية و ممارسات المجلس العسكري في التجني على الشباب باحداث ماسبيرو و قتلهم ايضا و اخيرا قتل المغرر بهم في احداث فض رابعة و النهضة بمنتهى القوة و ان كان هناك بدائل كانت ستخرج من بينهم من اراد التعدي و حمل السلاح الذي اكد عليه  روبرت فيسك.


نعود لفيلسوفنا و بطلنا العسكري ( بروروم ) ففي الفيلم يحاول المعلم الزفر شراء ابنة خاله التي كان قد خطبها; يريدها المعلم الذي لا يفتأ محاولا بكل الطرق. و بالرغم من جبن البطل المزعوم الا ان نخوته و مروءته تصيبانه و يتحلى بالشجاعة و ينقذ خاله و ابنته. نعم ان ما وصلك صحيح فتيران و صنافير جزيرتان مصريتان ليس بحكم الشامخ الذي وان حكم بغير ذلك فلن يضير او يغير من الحقيقة في شيء فالادلة لا تقبل النقاش. الغريب في الامر ان الحكومة المصرية هي التي تجتهد في خلق موقف خلافي و تعطي فيه السعودية الافضلية على شعبها فكيف لحكومة متجبرة على صغار موظفيها مثلا و الفلاحين و العمال ان تتخلى عن جبروتها امام المملكة التي ليس لها اصلا حق.


تخلت الدولة عن ظلمها المتعمد للمواطنين البسطاء. في ترك الضعفاء لحيتان المحاماة داخل اروقة محاكمها بمبدأ خبيث من كان له حق ضدنا فليبحث عنه و كانها عدوتهم. فمثلا: تتعمد الدولة عدم صرف مستحقات العامل من اجازات الا بقضية بل و سنت قانون لتسلب منه ذاك الحق و دائما يتعدى وزراؤها و محافظوها بخلق وضع قانوني مخالف بقوة القرار الاداري كأن يستصدر مثلا وزير الصحة قرار من بنات افكار فخامته يقضي بمنع العلميين من ترخيص معمل تشخيص حيوي بالرغم من ان القانون صريح و يمنح ذلك الحق و يظلمهم الشامخ بان تؤجل داخل اروقة محاكمه لسنوات عديدة و في النهاية بعد الضرر و الشيب يتحصل العلماء على حقهم في ممارسة عملهم بعد ويلات الظلم المتعدد و اعجب لماذا لا يقاضي هؤلاء الشباب الوزير بالرغم من ان الموضوع قديم و كسبوا قضايا ضد الدولة بالالاف.


مؤخرا قام الجنرال سيسي بتعويم الجنيه ما تسبب في خسارة فادحة للاسرة المصرية في مقدراتها المالية و راوتب افرادها حيث قلت قيمة الراتب الشرائية للنصف تقريبا مقارنة باسعار الشراء بالدولار و ذلك تغطية لقروض حالية و سابقة و فاجعة حفر ما اطلق عليه بوق النظام قناة السويس الجديدة و التي لم تؤتي ثمارها و غير متوقع لها ان تقدم شيء في المستقبل القريب و تغافل نظامه عن مشروعين اكثر اهمية فلو اقام بذلك المبلغ مجموعة مصانع لوفى الناس حقوقهم و لكنه لا يستطيع فالصناعة تعتمد بشكل كبير على الماء و الكهرباء و موارد الارض, و كان قد وافق لاثيوبيا على بناء سد النهضة مجانا دون ضامن لحقوقنا و حتى ان فكر بهدم السد مستقبلا فالضرر علينا سيكون فاجع  كما ان عجز الكهرباء مشكلة اخرى في بلاد مليئة بالطاقات المتجددة و على راسها الطاقة الشمسية! اه, نسيت ان ذلك علم و تلك النظم لا تعبأ بهذه ( الكلمة ). هناك مشروع اخر و هو تطوير محور قناة السويس اعتقد ان هذه الاموال كانت ستموله باقتدار كما ان العائد منه كان اسرع.


يجب ان نتحدث عن مفهوم العسكر للعلم في مفهومهم انه كلمة حيث دائما يتغنون بها اعلاميا فقديما وعلى حد قولهم اننا نبني مركبة فضائية. و حديثا صدروا الجنرال دكتور عبد العاطي رائد الطب الكوني كما ادعى او اطلقوا عليه الذي اعلن بزيه العسكري و في وجود مجموعة من الاطباء و مشاركة مدير الادارة الهندسية بالقوات المسلحة في مؤتمر صحفي عسكري تم الاعلان عن جهاز عجيب لا يتعرف فقط على فيروس سي و الايدز بل يعالجهم و منتظر ان يعالج السرطان و الصدفية و وضح الدكتور الجنرال عبد العاطي انه سياخذ الفيرس من المريض و يعطيه له مرة اخرى صباع كفته و تمر الايام و الشهور و نعد الان السنوات و لا يوجد شيء. هكذا اذن يرى هؤلاء العلم " كلمة".


بالرجوع للعلم


 حقيقةً ان جل من يتشدق بالكلمة يخلط بينها و بين المهن كالطب و الصيدلة و الهندسة او التعليم. و اوضح ان المهنة تحصل بنذر من العلم او مجموعة علوم تخدم القائم بالعمل المهني بان تفهمه كيف يقوم بمهنته فقط. اذن مدرس الكيمياء خريج كلية التربية ليس كيميائيا بل هو مدرس و الطبيب الذي درس جزء الانسان ليس متخصصا بعلم الاحياء و لكنه طبيب يعالج الانسان و الصيدلي الذي درس احد فروع الكيمياء العضوية و التي هي احد ابواب الكيمياء ايضا ليس كيميائيا و كذلك المهندس فليس رياضيا او فيزيائيا. اذن المهنيون غير مؤهلين لممارسة العلوم التخصصية و لو رجعت لنوبل مثلا لن تجد فيهم غير ما اقول بالرغم من انك ستجد فيهم القليل من  خريجي الكليات  المهنية و قد يدعوك ذلك  للتشكيك و  لكن  ساوضح ان المهني ( طبيبا او مهندسا ) عندما يمارس العلم او يتخصص في احد فروعه فانه يترك مهنته الاساسية و يتفرغ لعلمه اما عن كيفية تاهيله فانه يتحصل على دراسة مكافئة لما يتحصل عليه زميله في اقسام العلوم الاساسية و ليس هذا ما يحدث بمصر بالمناسبة, فلا تحدث المعادلة المعرفية للمحتوى العلمي لخريج الكليات المهنية و الفرع التخصصي الاصيل بكلية العلوم. في كل العالم ما يقدم العلم  هم العلماء المتخصصون هم من يقود  الوطن و هم اصحاب الرؤى و ليس فيلسوف الفلاسفة صاحب الراي الاوحد.


لا اعلم ان كنت ساكتب ثانية! فقد اختفي قسريا ككثيرين من الشباب الذين ترميهم حظوظهم العاثرة او فكرهم     النابه تحت اعين ويد رجال الامن و خارج اطار القانون و بعد التعدي عليهم تلفق لهم الاتهامات و تطلق ابواق   النظام الاعلامية نفيرها مغرية بهم السفهاء.  و لكن للموضوع بقية, اذن نتجه نحو الاسوأ دائما فقضية اهمال     التعليم و العلم و البحث العلمي اصل في كل ما عانيناه و نعانيه حتى في اختيار قادتنا و ممثلينا "الشعب الذي   ينتخب الفاسدين والانتهازيين والمحتالين والناهبين و الخونة، لا يعتبر ضحية، بل شريكا في الجريمة" و قضية بناء الوطن لن تتم بغير  بناء الفرد فالاصل الفرد و ليست الجدران  و الطرق و الكباري و يجب ان يبدأ البناء بكليات العلوم و معاهد الابحاث  فباهمالهم يزداد  الامر سوءا قد تضحي بحياة مريض كما  يحدث  حاليا ان  لم تخرج طبيبا مدربا و لكنك تضحي بوطن ان لم تخرج عالم جيد. دائما اقول: ان الفقر و الجوع رفاهية أمام الجهل الذي نعيشه و في النهاية ليس لمصر طريق الا طريق النور و هو  طريق العلم: ماذا يحدث ان اعطيت مجموعة قرود بنادق الية؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر جزء من الموضوع فهي دلالية و بها كثير من التفاصيل .

تفجيرات القاهرة التي خطط لها جمال عبد الناصر:
ص 79 كتاب المؤامرة الكبرى لد مصطفى محمود العدد 346 كتاب اليوم صادر عن دار اخبار اليوم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق