انا و الشيطان و هواك
الشيطان قبل ان يكون شيطانا كان اعبد خلق
الله و لكنه شطن عن ذلك فهل كان حقا يحب الله و هل كان الله يحبه؟
على قدر تلك العبادات و على طول عمرها الا ان
حب الشيطان لله لم يكن صادقا و الله يعلم خائنة الانفس لم تكن خيانة فقط و لكن
اراد ان يخدع الخالق العظيم و يفوز بكل شيء.
اما عن الله المحبة الصادقة و نور الحقيقة
المطلق العليم و خالق كل شيء و باريه يعلم و اختبر الشيطان و عراه امام نفسه ليثبت
له و يقيم عليه الحجة عدلا و حقا لا لشيء اخر.
لو كان الله يحب الشيطان لانار له بصيرته و
لكن كان شرطا لها قلب طاهر نقي يؤمن و يحب الله حقا لا يتوفر ذلك بقلب كقلب
الشيطان فما كان من عدل الله الا ان خيره بطلب السجود لادم الا انه ابى و استكبر و
ابان حقده و نقصه و كفره بالله فاستحق غضب الله و سخطه و عذابه و طرده من رحمته
و رضاه. و لو كان امن و وثق في ان ما اراد الله هو الخير لكان الان في عليين... فلا تغرنك طول الصحبة حتى تختبر بالمواقف.
اما هواه فقد كان فيه هلاكه و لو لم يتبع هواه فما
هوى.
كان حظ جدنا العاثر ادم عليه السلام انه طرد من جنة ربه لسماعه لوسوسة الشيطان و مخالفة ربه و اتباع هواه
فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورٖۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ
فكان جزاء ذلك طردا
من الجنة و نزولا الى الارض و صرنا بلعنة الهوى و سوسة الشيطان فيها تلاحقنا رحمة
الله و رضاه و عطفه و لطفه و كرمه يعمينا عنها شياطين الانس و الجن و تزين اهوائنا
لنا الدنيا و لكن السعيد حقا من وجد الله في كل شيء و خالف هواه.... لا تجزع فالدنيا دار بلاء و تقنط و الزم جانب الله و لا تحي حياة كتبها لك الشيطان و عاشها هو سابق و اعرض حياتك على حياته و انج بنفسك.
ان حقيقة الشيطان اكثر ظلامية مما يمكن للعقول ان تتصور انه جسد الكراهية ان مجرد خير بسيط لانسان دائما يفسده بصورة او بؤخرى و ان من اشد ايات افساده الحياة هو وسوسته لايذاء انسان من خلال انسان اخر و زرع حقد و ضغائن و حشدها في قلوب البشر.
و يستمر جهادنا ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق